الأحد، 23 يونيو 2019

عبر من التجربة المصرية


عبر من التجربة المصرية
·        لا بد من استخلاص العبر من التاريخ الحديث والقديم على السواء ولما كانت التجربة المصرية ما زالت احداثها تتفاعل محليا وعالميا وتجلت مأساتها باستشهاد مرسي رحمه الله، رأيت ان يتم تحليلها ولكن لا بد من الاخذ بعين الاعتبار الملاحظات التالية:
1.     نحن نراقب من بعيد ومن ننتقد عاشوا الحدث وغابت عنا تفاصيله
2.     نفترض فيهم صلاح النية فسوء الظن حرام وانما هم مجتهدون اصابوا وأخطأوا.
3.     نعتقد ان رأينا صحيح يحتمل الخطأ والله اعلم بالحقيقة.
·        أخطاء وقع فيها الشهيد مرسي والاخوان:
1.     حسن الظن بالجيش وقد لدغوا منه مرات وتجاهل تحذير الاخوان وتركيا له من الجيش عموما وخاصة السيسي وهو من نواتج تربية مبارك فلم يكن ثمة داع لترقيته وتسليمه قيادة الجيش وصدق الشيخ أبو إسماعيل عندما وصفه بانه ممثل عاطفي وكان الأولى ان يبقيه قائد فرع في الجيش لا اكثر حتى اذا انقلب تصدى له فرع اخر.
2.     لم يمنع مرسي قضاة المحكمة الدستورية وهم من عينهم مبارك من قبل من حل مجلس الشعب اقوى مؤسسة دستورية في البلد بعد الرئيس وتضم اغلبية اخوانية تمثل الشعب وصرفت المليارات على انتخاباتها ولطالما هدد الجنزوري الكتاتني بان قرار حل المجلس لديه وانما هي مسالة وقت وكان الأولى عزل القضاة وتولية الاصلح منهم.
3.     لم يعاقب البلطجية ومن يوجههم وقد ارتكبوا الكثير من الجرائم وخاصة قتل حراس مقرات الاخوان والكاميرات تصورهم!، ومن امن العقوبة اساء الادب وكان الاجدى معاقبتهم ليكونوا عبرة لغيرهم.
4.     لم يصارح الشعب بانه يعمل على تطبيق الشريعة وكان لقاؤه بالفنانين تلميحا الى دولة منفتحة سيؤجل فيها اعتماد الإسلام مرجعية الدولة.
5.     انساق مع الجيش في قتال من زعم انهم قتلوا افراده في سيناء وقد تكون مسرحية مدبرة من الجيش نفسه لإحراج الرئيس!.
6.     تجنب عقد تحالفات مع دول الإقليم وكان الأولى ان تتم مع دول وازنة كتركيا او ليبيا اوالسودان او  حتى غزة لدرجة ان يتم تبادل قطع عسكرية مع الجيش التركي لتقطع الطريق على أي محاولة انقلابية وفي السلم يتم التبادل التجاري والثقافي مع دولة متقدمة نجحت في التنمية كتركيا
7.     التركيز على التنمية الاقتصادية وزيارة العديد من الدول وكان الأولى الانشغال بتثبيت اركان حكمه في بلد خارج من ثورة يتوقع الا تستسلم فيها الدولة العميقة لضياع مصالحها بل والتفكير في ثورة مضادة وهو ما حصل.
8.     يتوقع ان عدد افراد الاخوان في مصر من الجنسين وكل الاعمار ناهز المليون وهؤلاء كان يفترض بهم ان يكونوا العين الساهرة على الثورة لأنها فرصة قلما تعوض والخطأ فيها كارثة وهذا ما لم يتم لدرجة ان الرئيس استقال من الجماعة ليتفرغ للحكم وحتى لا يقال حكم المرشد وحرم الرئيس الفرد من ملاحظات الجماعة وتقييمها والذي يفترض ان يكون 24/7
9.     اجتهد خاطئا ان يبقي على العلاقات مع الكيان وامداده بالغاز وكان الاولى ان يطرد السفير الاسرائيلي ويلغي اتفاقيات الغاز كحد ادنى ليشعر الاسرائيليون بقوته فلا يجرؤوا على الايعاز لعملائهم في مصر بمحاربته من تحت الطاولة الامر الذي فاقم من معاناته وقلل من هيبته.
10.                        ترك العنان للإعلام الفاسد ليمارس دوره في تضليل الجماهير، ولما استدعي المهرج باسم يوسف للتحقيق لساعات اخرجه مرسي بقرار جمهوري وقال: "لن يكسر قلم في عهدي" فكان ان كسرت هيبة الرئيس وحزبه.
تلك عشرة أخطاء كاملة ،من المؤكد ان أي نظام قادم في مصر يجب ان يتفاداها حتى ينجح فيما فشل فيه الاخرون والله ولي التوفيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق