الأحد، 23 يونيو 2019

عبر من تاريخ الفتنة


عبر من تاريخ الفتنة
·        طالعت وسمعت وشاهدت محاضرات عن تاريخ فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه ولا بد من مراعاة الملاحظات التالية قبل استخلاص العبر:
1.     احدنا لا يقارن بذلك الجيل القرآني الفريد تقوى وعلما وفضلا الا ان كل هذا لا يمنعنا من الاستفادة من تجاربهم واعلم ان البعض سيقول من انت لتناقش أفعال هؤلاء العمالقة؟ فارد باننا بشر نصيب ونخطئ ومأمورون شرعا بالاتعاظ (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الالباب) وثلث آيات القران قصص للاعتبار.
2.     معظم ما وصل الينا من روايات به دخن وحتى المؤرخون الكبار كالطبري أورد العديد من الروايات بغثها وسمينها وترك للأجيال اللاحقة مهمة التحقيق فحادثة التحكيم مثلا بها مغالطات كثيرة فلم يخلع احد المحكمين صاحبه كما لفق جورجي زيدان وغيره من المستشرقين.
3.     المراقب والمحلل من خارج الفتنة ليس كمن يعايشها وهو لا يعلم ما سيأتيه في الغد.
4.     هم مجتهدون على اية حال فان اصابوا فلهم اجران وان أخطأوا فاجر واحد وقصدهم خدمة الدين والله اعلم بنواياهم.
5.     ينبغي تدريس عبر وملخص احداث الفتنة لطلبة المدارس والجامعات كجزء من التاريخ الإسلامي مصحوبة بالتحقيق والاعتبار حتى لا يقع ابناؤنا في براثن المستشرقين .
·        اهم العبر المستقاة:
1.     انساحت جيوش الفتح الإسلامي في البلاد الجديدة ولم تترك قوة كافية لحماية المدينة مركز الحكم وكان الأولى استبقاء فرقة كافية لحماية الخليفة رمز الدولة وممثل هيبتها وخاصة ان الثوار استمروا عامين يناكفون الخليفة بمطالب وتهم باطلة والعبرة هنا ان امير المؤمنين يجب ان يحميه الحرس الرئاسي وان وصل تعدادهم بالألاف صونا لهيبة الدولة.
2.     بعد استشهاد ذي النورين بويع علي كرم الله وجهه وأول قرار اتخذه استبدال الولاة وكان هذا خطا سياسيا فمعاوية مثلا عين في عهد ابي بكر واقره عمر عشرة أعوام وعثمان اثني عشر عاما ولم تظهر أي فتنة في الشام في عهده فقد كان إداريا فذا فلم يعزل ؟ والعبرة هنا انك يجب الا تتخلص من كل احصنتك دفعة واحدة بل استبق الأقوى منها ليوم ينفعك.
3.     طالب كبار الصحابة كأم المؤمنين عائشة وطلحة والزبير ومعاوية الخليفة بإقامة القصاص وتقتضي الشورى الملزمة من الخليفة فعل ذلك وان احتج عليهم بصعوبة التنفيذ لوجود شوكة الثوار وكان الأولى ان يجمع اهل الحل والعقد ويتخذوا قرارا جماعيا يتحملون مسؤوليته مهما كلف من دماء في قتال قبائل القتلة مستعينا بجند المدينة والشام والعبرة هنا ان الشورى ملزمة وراي الفريق افضل من راي الفرد مهما اوتي من ذكاء وقدرات وقوة.
4.     أخطأ علي بترك المدينة الى الكوفة واتخاذها عاصمة حكمه وفيها وفي البصرة قبائل القتلة وقد خذله اهل الكوفة وتبين له خوارهم وقد نصحه الحسن وبعض الصحابة فلم يقبل وكان الأولى بقاؤه في المدينة مستعينا بحكمة من فيها من الصحابة .
5.     كان بعض قادة الثوار مسؤولين في جيشه كالاشتر النخعي وهو فارس شجاع وقائد ماهر وقد ولاه علي مصر فيما بعد فكيف سيقيم القصاص على من في جيشه؟ والعبرة هنا بالا يستعين الحاكم بالفاسدين مهما على شانهم في قبائلهم ومهما كانت كفاءتهم.
6.     اخطأت امنا عائشة بالخروج في جيش يأخذ القصاص في ظل خليفة شرعي وكان الأولى ان تستأذنه في ذلك وان كان قصدها الإصلاح بين الناس والدليل على ذلك معركة الجمل والتي استشهد فيها طلحة والزبير وقد بات المسلمون في تلك الليلة بأحسن حال لولا قتل أصحاب الفتنة لفريقين من الجيشين بالتزامن وكان الأولى اعتماد راي الخليفة مرجحا عند تساوي التصويت بالآراء وعدم الخروج العسكري بدون اذنه وقد حاول هذا الجيش من قبل اخذ القصاص نيابة عن الخليفة فتصدت له قبائل الثوار فقتل من المسلمين خلق كثير.
7.     اخطأ معاوية خطا جسيما بالتمرد على قرار عزله واشتراط التنفيذ بأخذ القصاص لقريبه عثمان رضي الله عنهم جميعا فلم يكن علي رافضا لمبدا القصاص بل كان الخلاف على التوقيت والتمكين وقرار ولي الامر ملزم ما لم يأمر بمعصية وكان الأولى عدم التمرد على امر الخليفة والانتظار.
8.     قرار الخروج لقتال جيش الشام في موقعة صفين من حق الخليفة ردعا لتمرد احد الأقاليم ولكن كما اجل علي قتال قتلة عثمان كان الأولى به ان يستجيب لنصيحة الحسن والحسين وابن عباس بالا يخرج لجيش كبير كجيش معاوية في معركة الرابح فيها خسران ويعتبر بعض المؤرخين قرار علي تهورا ومغامرة.
9.     الفتنة لا يتضح الحق فيها مع أي طرف هو ولذلك اعتزلها كثير من الصحابة كابي موسى الاشعري وعبدالله بن عمر ولكن بعد انجلاء الغبار اتضح ان فريق علي كان الأقرب للحق لحديث النبي بان عمار تقتله الفئة الباغية وقد حصل ذلك حين قتله فريق معاوية وعلي هو الخليفة الذي يجب ان يلتف حوله المسلمون وان اخطأ في الاجتهاد والعبرة هنا ان يعتزل المسلم الفتنة ان لم يتبين وجه الحق فان تبين دار مع الحق حيثما دار ووقف ضد الفئة الباغية.
10.   عدم اجتماع علي ومعاوية والتفاوض باعد ما بينهما فاتسع الخرق على الراتق وكان الأولى اجتماعهما واجراء التفاوض وتقليب الآراء لما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين.
تلك عشرة كاملة واعود واذكر بان نقد أعمالهم ومواقفهم لا يعني باي حال الانتقاص منهم فاين الثرى من الثريا ولو كنا مكانهم ما درينا ما كانت اعمالنا ونلحظ هنا تراكب الأخطاء كأحجار الدومينو والقضية حقيقة شائكة يحار فيها اولو الالباب، ولكن الاعتبار واجب شرعا فان اصبنا فمن الله وان اخطانا فمن انفسنا ،والله ولي التوفيق.
فرخة في 24/6/2019


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق